السيرة الذاتية للشهيدة / دلال المغربي المناضلة رحمها الله

قبل ما يقارب الثلاثين عاما وفي عملية فدائية منقطعة النظير، وقف العالم مذهولا وهو ينظر لنجاح وتطور البرنامج النضالي الفلسطيني، فكانت تلك العملية الجريئة المتقنة التي قادتها فتاة فلسطينية ذاقت مرارة اللجوء وسوء الحال وفقدان الهوية وذاقت طعم الظلم، انها الشهيدة دلال المغربي التي قطعت الاف الاميال من اجل تحقيق حلم الحرية للاسرى الفلسطينيين والعرب القابعين في سجون الاحتلال.
نزلت دلال ومن معها من المقاتلين الى الساحل الفلسطيني الى مسقط رأسها الى الارض التي طالما حلمت بتقبيل ترابها، انها في فلسطين لقد عادت ثائرة حالمة تحمل الاصرار والقناعة بان النجاح ان تطأ قدماها هذه الارض والنجاح الاكبر ان يرى الاسرى الفلسطينيون النور على يديها.
ولكن وفي النتيجة وعندما اصبح الامر محصورا بين الشهادة والاسر، آثرت الشهادة لانها عادت لتحرير هؤلاء الاسرى وليس لزيادة عددهم واستشهدت بهذا الاصرار الذي لا يعرف خنوعا او ترددا.
فأصبحت الاسطورة الحية والمثال الرائع لكل نساء الارض وكل النساء الفلسطينيات بان المرأة الفلسطنية هي ذخيرة الثورة وجعبة المقاتل وشريك السلاح واصبحت دلال برمزيتها وعنفوانها مثالا لكل الفلسطينيات اللواتي شاركن في العمل النضالي والنقابي الفلسطيني.
فهل ستعود دلال الى اللجوء من جديد..؟
لقد قررت ان تموت رفضا للجوء ورفضا للاسر فمن سيقرر لجوءها من جديد ومن سيقرر موتها من جديد فلو خيرت دلال لاختارت البقاء جسدا معتقلا في ارض الوطن.
ولكن من المخجل والمؤسف ان لا احد يدافع عن امنياتها ولا عن رمزيتها فهي قصة عابرة مثل كل القصص التي تجاوزناها وقفزنا عنها الى حد التنصل منها.
واخيرا اتى حزب الله ليذكرنا بما نسيناه وليسجل انجازا آخر على حساب ملفاتنا المهملة ليفتح الجرح من جديد ويذكرنا ان هذه الاسطورة تشكل رمزية نحن لا نستحقها لان من حررها ليس فلسطينيا ومكان اقامتها الدائم ليست فلسطين.
لماذا نحن ساكتون؟ لماذا نقبل ان ينقل جثمانها الى لبنان لماذا لا نتمسك بدفنها على ارض الوطن قد يكون هناك اسباب تدفعنا للسكوت قد تكون دلال تتبع لحقبة نريد ان نتنصل منها او نخاف ان اتينا على ذكرها او المطالبة به ان نوصف بشيء ليس من صفاتنا، قد نريد ابعاد هذه التهمة عنا لذلك لا نأتي على ذكرها او التطرق اليها، قد لا نريد ان نتهم برمزيتها او عنفوانها وطهارتها، ليرحمك الله يا دلال وكأنك تقولين اما ان ادفن الى جانب ياسر عرفات او ابقى اسيرة الجسد والروح في هذا الوطن لان الاسهر هو بقاء في الوطن ووطنك هو فلسطين وليس لبنان ولا اي مكان في الارض.
فانت اكبر مما قدمنا لك واعظم مما سنقول هذا ان كما سنقول شيئا.

ملاحظة : نادرا ما تجد اليوم مناضلة تحمل روحها على كفها وترميها في مهاوي الرداء
وشكرا